(مسرح الاحزان )

*!{مسرح الاحزان}!*

وقفت على الباب ....
واذا بيد والدي تهوي كالشهاب على ظهري
يا الله والدي يضربني
انا انهرت باكيا
كلمات غريبة اطلقها والدي علي ولاول مرة اسمعها
لم اكن اعلم ان هذه الكلمات مفتاح مأساتي
خرجت من البيت بدموعي التي تفضحني
ما هو ذنبي ان اكون يتيما وامي وابي على قيد الحياة
اه يا اماه من سيمسح الدمعة
من يطفئ اللوعة
من يواسيني
من يحمل عن قلبي الصغير المأسي
كم بكيت وبكيت لكن دون جدوى لعل القلوب المحيطة
قدت من الصخر اقرب هذه القلوب ليس بقربي فعلا
هو الوالد الذي دفن طفله وحطم براءتي
بل عشت واعيش حقبة من الزمن في مسرح الاحزان

يا والدي موعدنا غدا
عند جبار منتقم يخفض القسط ويرخصه
يا والدي لا اجد ما افعله تجاه ظلمك وجبروتك وحرمانك لي من الصدر الحنون لا لا اجد حيلاٌ ولا قوة
تعلم يا والدي رقة مشاعري
تعلم يا والدي همسة خواطري
تعلم يا والدي اني ممن ينشا في الحيلة واني في الخصام غير مبين
كما اخبر الله جل في علاه
يا والدي خذها مني لوعة
يا والدي خذها مني حسرة
يا والدي لقد عقدت العزم على ان يكون سلاحي الوحيد هو ترك قوام البدن
وهل يلذ لي طعام او يهنا لي منام
وقد حرمت عن ابسط حقوقي


والله لا اكل
والله لا اكل
والله لا اكل
هاج شوقا فراقك الاحبابا فتناسيت او نسيت الصحابا
حتى ارى نور منزلنا وقرة عيوننا
هذا سلاحي هذه دموعي
فويل للقلوب القاسية
في غفلتها بملذاتها عني ناسيا
والدي انت من اوقد فتيل الفتنة
انت من شب نار الفراق واضرحها
والعجب انك رغم هذا الاضراب لا تابه لي
لا للبسمة
ولا بهمسة
ولا ببحتان
ولا بعطف
وتعلم اني قد تعرضت لزلزال عاطفي
والدي ان احشائي يمزقها الجوع
وانا اوصالي يقطعها التعب
وانت مع زوجتك تهنا بحياة سعيدة
ولكني بعد هذا
ارى الثبات والصبر على هذا حتى ولو كانت نفسي هي الثمن
ولقد خرجت على عاداتك مع زوجتك بعد ان اوسعتني ضربا واغلقت دوني الباب وتركت الهموم تحاصر قلبي
والجوع يعصر بدني حتى اذا دنت المنية واتى امر الله نظرت في السماء
ثم ختمت العمر بدعاء
نعم بالدعاء ولكن على من حرمني اصل الحنان ومعدنه
وداعا يا دمعتي فيس لكي أي ذنب وداعا يا اماه والملتقى غدانا
وداعا يا حجرة ضمت الالام والاحزان
وداعا يا غرفة الاحزان
وداعا يا مسرح الاحزان
وداعا ايها الظالم والملتقى غدانا
غدا انتصف منك
فاعد لسؤال جواب وللجواب صوابا
وداعا يا دنيا ما ارخصك في عيون البائسين